مثلت القدس منذ تأسيسها عام 3000 ق.م محوراً أساسياً من محاور الصراع الحضاري في المنطقة، وقد تداولت السيطرة عليها ثماني أمم خاضت صراعات وحروبا ضد بعضها البعض. ورغم أن حكم وسيطرة اليهود على المدينة في عهدي داود وسليمان عليهما السلام لم يمثل أكثر من 1,6% من تاريخها المديد (5000 عام)، فإن الفتح الإسلامي -الأول دينياً بالإسراء والمعراج والثاني سياسياً على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه والثالث بتحريرها من الاحتلال الصليبي في القرن الثاني عشر الميلادي على يد صلاح الدين الأيوبي- يحسم الصفة الحضارية للقدس بعروبتها وإسلامها.
وبذلك تظل القدس هى هوية الصراع العربى الاسلامى-الصهيونى الغربى، وهى كذلك عنوانه الاهم والابرز ومحتواه الرئيسى فى الرؤية الاسلامية وفى الفكر الصهيونى ايضا لا بمعنى قدسية القدس فى الفكر الصهيونى-فهو فكر غير دينى- ولكن بمعنى تدمير المقدسات الاسلامية كهدف للحركة الصهيونية المعادية للأديان السماوية جميعا.واذا كانت سماحة الاسلام قد تجسدت فى العهدة العمرية لأهل القدس والتى عاش فى ظلها أهل بيت المقدس فى أمان واطمئنان تحت الحكم الاسلامى .