ذات يوم، اضاع الزعيم الكوميدي المضحك التاريخي جحا حماره، وقضى سحابة نهاره يبحث عن شريكه العزيز دون جدوى، وعندما حل المساء عاد «ابو صابر» ليرابط امام البيت، وما ان رآه صاحبه حتى فرح كثيراً وحمد الله على ان الحمار موجود وغير مفقود...!!
وفي صباح اليوم التالي، اختفى الحمار، واستأنف جحا البحث عنه، وعندما خيم الظلام، عاد الحمار، وما ان رآه جحا حتى انهال عليه بالقبل وتهنئته بسلامة العودة، ثم شكر الله على ان حماره عاد الى منزله وانه يغيب نهاراً ويحضر ليلاً..!!
وتكررت القصة.. اما لماذا؟ فالجواب بسيط، لان جحا لم يكن يربط حماره..!!
هذا هو بالضبط وضع العرب اليوم، لا يربطون ولا يخططون، والكوارث والمصائب تحل علينا، ونشكر الله على انه لطف بنا.. وانه كان من الممكن ان تكون الكارثة اخطر..!!
فاحمدوا الله على ان الاميركيين احتلوا العراق فقط.. ولم يجتاحوا سوريا..!!
واشكروا المولى عز وجل.. فاسرائيل لم تطرد الفلسطينيين من ديارهم التي احتلتها بعد حرب حزيران 1967، واكتفت بابقائهم تحت نير احتلالها، واذاقتهم صنوف والوان العذاب عشرات السنين..!!
واشكروا سبحانه وتعالى، فالاستيطان الاسرائيلي لم يزحف الى الاردن وسوريا ولبنان والمغرب وتونس والجزائر وليبيا والسعودية وسائر دول الخليجيين..!!
وواصلوا حمد الله رب العالمين، لان اسرائيل لم تنجح حتى الآن في اقامة الهيكل المزعوم مكان قبة الصخرة المشرفة، وانها لم تنشيء كنيساً داخل الحرم القدسي الشريف في قدس عمر وصلاح الدين..!!
احمدوا الله على عدم استخدام اسرائيل لترسانتها النووية عندما غضبت من هزيمتها في حرب العاشر من رمضان او زلزال 6 اكتوبر 3791،بعد ان حررت القوات المصرية قناة السويس من المحتلين..!!
اشكروا المولى عز وجل.. فاسرائيل تواصل بناء الجدار بارتفاع ثمانية امتار فقط والذي يلتهم عشرات آلاف الدونمات من اراضي الفلسطينيين، وتريد منهم ان يسيروا في محاذاة الحائط ليرددوا المثل الشعبي نسير «الحائط».. «الحائط» ويقولوا.. الستر.. الستر.. يا رب العالمين...!!
احمدوا الله على ان وباء الفساد لم يصب كل فلسطيني وانه تحول الى «مؤسسة» لها وزنها وشروطها للانتساب، وتدافع عن نفسها ومصالحها وتتحدى اية محاولة للاصلاح بهدف الاطاحة بها.. وهي مستعدة لتقديم «اكباش فداء» بين الحين والحين، لحماية كبار الفاسدين، مؤسسي مؤسسة الفساد ذات النفوذ العظيم..!!
اشكروا المولى عز وجل، على ان اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، لم يقدموا استقالاتهم دفعة واحدة، ليصبحوا وزراء، فقد كان معظمهم قبل تشكيل الحكومة الاخيرة «مستوزرين»..!!
اشكروا الله، انه لا تزال توجد عقارات!! واراض في القدس القديمة لم يتم - بعد - تسريبها للاسرائيليين..!!
واصلوا الحمد لله انه لا تزال توجد وسائل اعلام في عالمنا العربي الكبير.. رغم انها مكرسة للزعيم والقائد والرئيس والملك والحاكم والسلطان والامير..!!
احمدوا ربكم على نعمة الهدوء السائد على حدود العرب المتخاصمين..!!
اشكروا المولى عز وجل، على عدم اقدام العرب «المطبعين» على ضم «الاخوة الاسرائيليين» الى جامعة الدول العربية رمز تفرق العرب المشتتين..!!
واحمدوا الله على عدم اعتراف العرب «المهرولين المطبعين» - علناً - باسرائيل «وخجلهم» حتى الآن من فتح سفارات لهم في القدس الشريف، عاصمة دولة حلم الفلسطينيين..!!
احمدوا الله دائماً حمد الشاكرين على مواصلة اميركا تزويدنا بالقمح واغراق اسواقنا بمنتجات الاميركيين والاوروبيين والآسيويين وعدم مقاطعة الولايات المتحدة لنا رغم عداء الشعوب العربية للرؤساء الاميركيين بسبب وعودهم الفارغة عبر عشرات السنين، بحل نزاع الفلسطينيين مع الاسرائيليين، وتأييدهم الاعمى للاسرائيليين المدللين..!!
احمدوا الله على تكرم الاميركيين بتصدير اسلحتهم من الاجيال القديمة لجيوش القمع العربية الاستعراضية التي تخضع للقادة العرب الغر الميامين من حملة الاوسمة والنياشين..!!
اشكروا المولى عز وجل ان الاميركيين اصبحوا يعتبرون الاستيطان اللعين مجرد عقبة امام احلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين..!! بعد ان كانوا يعتبرونه غير شرعي قبل عدة سنين..!!
وواصلوا الشكر للمولى عز وجل ان واشنطن لم تقدم دعماً مالياً علناً للمستوطنين..!!
اشكروا المولى عز وجل ان الحواجز العسكرية الاسرائيلية في فلسطين لم تتجاوز المئة والسبعين.. وان جسر الكرامة او اللنبي او الملك حسين ما يزال مفتوحا امام الفلسطينيين!!
وواصلوا حمده تعالى على استخدام الجيش الاسرائيلي، رصاصاً مطاطياً ومعدنياً وليس نارياً، قد يتسبب في اقتلاع عيون المحتجين، على اقامة الجدار الفاصل الذي يحول المناطق الفلسطينية الى اقفاص للآدميين..!!