الطبول
لِمَنْ تُقْرَعَ ؟!!
وقد باضَتْ حمائِمُنا على -ماسورةِ المِدْفَعْ-
ومُهْرُ النارِ قد خارتْ به الأَرْبَعْ
لِمنْ تُقرعْ ؟!!
فلا الأَفراسُ سامِعةٌ ولا خَيّالُها يَسْمعْ
رأيتُ سيوفَنا الخرساءَ قد صَدِئَتْ
وما عادت تُحاكينا
سمعتُ خيولَنا العرجاءَ تبكي....
خلفَ وادينا
وعينُ الشمسِ فوقَ رؤوسِنا تَدْمَعْ
وَقَفْتُ هناكَ عندَ مآذنِ القدسِ
أُراقبُ دمعةَ الشمسِ
أُسائِلها:
متى تُقرعْ؟!
متى خيّالُها المَطْعونُ مِن غَبْرائه يَرْجعْ
فَتَهْتِفُ بي:-
طبولُ النارِ لن تُقرعْ
لأن السيفَ فوقَ رقابِكم يُشْرَعْ
لأن الرعبَ في أكبادِكم يُزْرَعْ
وقد تُقرعْ
إذا ما اهتزَّ عرشُ الليلِ....
من جنباتِه الأَربعْ
الشاعر :صبحي ياسين
مواكب الشهداء
تَكَلّمْ لا تكنُ أَبْكَمْ
تكلّمْ يا ابنَ من قَطَعوا له الشّفتينِ والتاريخُ لا يَعْلَمْ
تكلّمْ فالذئابُ السودُ لا تَرحمْ
وأَطْلِقْها مُدّوِّيةً.. وأَسْمِعْها لمن وَقَفوا....
على شَفَتيكَ واعْتَرَفوا
لِمَنْ حَرَفوا شراعَ الشمسِ وانْحرفوا
لِمَنْ ركعوا.. لِمَن زحفوا
وأرْسِلْها إلى الدنيا
إلى مَن عاندوا التيارَ فانجرفوا
فإن صَدِئَتْ مَراسينا
فما زالتْ مراسيهم على الأعناقِ مرفوعةْ
وإن جَفّتْ سنابِلُنا
فما زالتْ سنابلُهم على الأكبادِ.. في الشريانِ مزروعةْ
هناك مواكبُ الشهداءِ تحت الأرضِ تَرْتجفُ
تُقاضيهمْ... تُذكّرُهمْ
بِمَنْ ضَحّوا... بمن نَزَفوا
هناكَ القدسُ قد قَصّتْ ضَفائِرَها
لِتًَجْلِدَ كلَّ مَنْ جرحوكَ يا شََرَفُ
فيا شَلاّلَنا الأَحمرْ
تَدَفّقْ في روابينا
ويا زيتونَنا الأَخْضَرْ
تَمايَلْ في مَغانينا
وأَسْمِعْ كلَّ من يَسْمعْ
تَكلّمْ قبل أن تُصْفَعُ
وأَخْبِرْهُم:-
بأنّ القدسَ لن ترجعْ
بغيرِ مواكبِ الشهداءِ والرشاشِ والمدفعْ
صبحي ياسين