التقاليد الاسرية واثرها على الحياة الزوجية
أصبحت العادات والتقاليد الاجتماعية موضة مثل الملابس والإكسسوار ، كلما مرعليها الزمن عادت إلينا بقوة ،
ورغم التأثيرات القوية من الحضارة والعولمة والتطورات الاقتصادية والمادية والسياسية على كل المجتمعات ، الأ إن التغيير في العلاقات الأسرية والاجتماعية لم يكن سريعا أو جذريا ، ومن المتوقع في السنوات المقبلة أن تظل الأمور كما هي دون تغيير، ان لم ترد الأسرة ارتباطا أو خلق علاقات إنسانية حميمية.
إذا تعاملنا مع القرن الجديد على أنه حد فاصل بين عهدين ، فسنواجه الواقع كما هو وإذا فأجأنا بالبشرى على أحد الأصعدة فإن هذا لا يعني أن الأمور ستسير على ما يرام دائما.
ومن الملاحظ في زماننا هذا ان الشباب قد استهانوا وابعتدوا عن العادات والتقاليد ، وتجاوزا الخطوط الحمراء ، وتناسوا الحقوق الاجتماعية المفروضة عليهم من صلة الرحم والبر بالوالدين ، حتى أبسط قواعد السلوك الطيب مع بعضهم البعض الا أن الجيل القادم سيكون أكثر رحمة ومودة بحكم كونهم أبناء للجيل الحالي الذي زادته التجارب نضجا وليونة ، حتى أصبح أكثر تفهما لطاقات الشباب وأكثر قدرة على التعامل معها بحرص ووعي.
لقد اعتدنا أن نسمع كلمات التحسر من الآباء والأجداد على زمانهم ، وما كان يتسم به من بركة ورخاء مادي وانساني ، وعادة ما كانت المقارنة في صالح الزمن الفائت في حين أن تلك المقارنة لا تمت للواقع بصلة ، على اعتبار أن الزمن دائما فى تغير ، وكذلك لأن هناك جوانب أخرى علينا تحسينها وتطويرها لتصبح حياتنا أسهل وامتع وأنفع ، وقد يكون ازدياد عدد سكان العالم هو السبب الرئيسى وراء التفكك الاجتماعي والأسري لاضطرار البعض إلى الهجرة والتنقل أو على الأقل الخضوع لظروف عمل قاسية تستغرق وقت وجهد الانسان ، ولكن هذا التزايد السكاني هو نفسه الذي سيعيد للبشر اشتياقهم لحياة الأسرة صغيرة كانت أو كبيرة.
إن الخوف من زيجات القرن الجديد هو احد شواغل الشباب ، وهو مالا يستطيع المتخصصون توقعه، ولا حتى الفلكيون وهذا الخوف منطقي وسببه ازدياد معدلات الطلاق في كل أرجاء العالم على اختلاف المجتمعات والديانات ، وما يتبعها من عادات وتقاليد وأعراف ، إلى الحد الذي أصبحت فيه هذه الظاهرة حجة للتغاضي عن رباط الزواج كعلاقة شرعية سامية بين الشاب والفتاة حتى في ظل هذه المشكلة فإن مجتمعا كمجتمعنا العربي الشرقي لا تزال عاداته وتقاليده الدرع الحامي الواقي له من مثل هذه الحماقات.