محمد معلى حسن في رده على رثاء بلقيس

دموع على شاعر مهزوم
بلقيس ماتت
هذه كن المقادير العنيدة
جرحت فؤاد الشاعر المهزوم واغتالت وجوده
وغدا سيبعثها على شفة الزمان الصعب في أحلى قصيدة
بلقيس ماتت
أطول النخلات في ارض العراق
وأجمل الملكات في تاريخ بابل
رحماك يا جرح الجمال
مشاعر الأحلام والأشواق ماتت
في اغتيال العنادل

* * * * *

عذرا أمير العشق
كان بودنا أن نشعل الأقلام والأشعار في ليل المصيبة
ونشارك القلب الرقيق رثاء حب الحبيبة
ونقيم للأحزان بين جوانح العشاق مساحات رحيبة
لكننا وحروفك الصفراء تذهلنا..... وتقتل دمعنا
لكننا وسياطك الحمقاء تجلدنا..... تمزق جلدنا
من المحيط إلى الخليج تسبنا
من الجذور إلى الفروع تسبنا
وتشوه الماضي الجميل
وتشك في الأصول
سنقول للجمهور في أعلى نداء
يا غضبة الحرف الأبي
وغضبة الشعب الأبرياء
يا غضبة الشعراء.... يا لحن الوفاء
بلقيس ما ماتت
وهذا الشاعر المهزوم أولى بالبكاء

* * * * *

بلقيس ماتت
لا تودعوها بأبواق الشتيمة و الرثاء الملح
والهنديان واللغة المجهولة
كفكف دموعك إنها
لغة التماسيح النبيلة
الموت حتى كيف تنكره
ما هذه للحاجات الطويلة
هذا كلام لا يسر السامعين
البائسين الجائعين الثائرين
فتش عن اللغة الجميلة

* * * * *

عجبا نزار
نسيت أطفال الجنوب والضفة الثكلى....... ومجدل شمس
والقهر المعنكب قي القلوب
هل قلت قافية لهم
هل قلت مرثاة بهم
والموت يحصدهم و أنياب الخطوب
بلقيس ما احترقت بوهج الجوع والتشرد
وما سهرت مع المظلوم ليل القهر
وما عجنت رغيفه
كلا ولا عاشت بدامي الشوك
أو عرفت معاني الجوع
أو شهدت نزيفه
القمر يشهد والأساور والخواتم والملاقط والستائر
والمقاعد والعقود الفاتنات ودوحة القصر الوريقة
بلقيس كانت من نساء الكنت
والغريلاند والسرر المهفهفة الظريفة
بلقيس كانت قطة حسناء في قصر الخليفة

* * * * *

عذرا أمير العشق
يقتلني التبجح والمحاباة الرخيصة و النميمة
سأقول في التحقيق
إن العرب ما كانوا قراصنة
ولا اقترفوا جريمة
سأقول ماذا أورقت في دوحة البؤساء طلعتك الوسيمة
سأقول ماذا أشعلت كلماتك الجوفاء في ليل الهزيمة
ما كنت أكثر من بريق قلب
في ليلنا القهري
العرب ما أكلوا العيون الخضر
أو عرفوا بشاعة شهريار
العرب ما قتلوا خيول الحرب
بل غزو عليها
ما أدمنوا خمر الحرائق والدمار
مشئومة أفكارك السوداء
والقول الهراء
العرب ما باعوا رجولتهم بأسواق البغاء
العرب أعطوا كربلاء
رمز البطولة والشهادة كربلاء
هذي معاني كربلاء
اولست تخجل أن تعفر بالكلام المر جبهة كربلاء
اولست تخجل إن تتاجر بالدماء
وتسب باسمك المعذور....... طهر عروبتي وبالأوفياء

* * * * *

أمي الحبيبة
لم تدنسها الشكوك ولا الريب
جبلت لنا خبز الحياة بماء عينيها
وأملاح التعب
أمي الحبيبة
علمتني كيف امتشق القصيدة صادقا
واصفوا ملحمة الغضب
أمي الحبيبة
علمتني من يكون أبي لهب
بل علمتني كيف احتقر الذهب
بل علمتني كيف احترم العروبة والعرب

* * * * *

بيروت
تسترقوا بها...بالنزف...بالبارود...بالبشر...بأحزان الجرائد
يبكي على أطلالها الشعراء و العشاق
والبؤساء والقلم المجاهد
بيروت ما قتلت بنفسجه
ولا اغتالت قصائد
سأقول في التحقيق
إن الشاعر المنكوب
في كلماته....أنانيته....زفراته....نيران حاقد

* * * * *

بيروت
يا معبودتي السمراء يا أغلى قصيدة
كل الحراب أليك مشرعه
لتغتال الخيالات السعيدة
القاتلون.......الحاقدون........الخائنون
أمانة الأجيال
والريح العنيدة
سأقول للموهوب
شاعرهم وفي صدر الجريدة
بلقيس عندي خصلة من شعر بيروت الشهيدة

* * * * *

بلقيس عفوك
ما قصدت اهانة الموتى
ولا نبش القبور
إن الذي ذبح الحمائم في خمائلنا
إن الذي اغتال البنفسج في حدائقنا
ما كان أكثر من أجير
ما كان أكثر من أجير
الدين يرمقه والأخلاق والضمير
وسيسقط العملاء والأزلام
في الشوط الأخير

* * * * *
محمد معلى حسن